الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. logo إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
shape
شفاء العليل شرح منار السبيل
257969 مشاهدة print word pdf
line-top
من آداب قضاء الحاجة تقديم القدم اليسرى في الدخول

قوله: [فصل: يسن لداخل الخلاء تقديم اليسرى ] لأنها لما خبث.
[وقول بسم الله، أعوذ بالله من الخبث والخبائث[ لحديث علي مرفوعا: ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الخلاء أن يقول: بسم الله رواه ابن ماجه وعن أنس كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث رواه الجماعة .
[وإذا خرج قدم اليمنى] لأنها تقدم إلى الأماكن الطيبة.
[وقال: غفرانك الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ] لحديث عائشة كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك حسنه الترمذي وعن أنس كان -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج من الخلاء يقول: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني رواه ابن ماجه .


الشرح: القاعدة المتبعة أن اليمين تقدم في كل أمر شريف فاضل، وتؤخر الشمال، فتكون اليمين أولى بالسبق إلى المكان الفاضل.
فبيت الخلاء مكان قذر؛ فلذلك تقدم له الشمال، وتؤخر اليمين، وعند الخروج يبادر بتقديم اليمين وتأخير الشمال.
أما في المسجد فتقدم اليمين، وتؤخر الشمال، وهكذا البيت؛ لأن البيت أفضل من الأسواق، فإذا خرج من البيت قدم الشمال.
وقيل: بأن هذا التقديم هو من باب التفاؤل باليمين، وقيل: من باب التكريم.
هذا هو البحث الأول.
أما البحث الثاني فهو فيما يقول عند الدخول والخروج، فقد ذكر أنه قول عند دخوله الخلاء (بسم الله) ثم يستعيذ بالله من الخبث والخبائث، فالبسملة ستر ما بين الجن وعورات بني أدم كما وردها الحديث، وذلك لأن الحشوش وأماكن الأذى محتضرة، فقد ورد في الحديث: إن هذه الحشوش محتضرة يعني: تحضرها الشياطين؛ فلذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذكر اسم الله عند دخولها، كما أمر بالتستر.
وأما قوله: (الخبث والخبائث) ففيهما تفسيران: قيل بأن الخبث
هو الشر، والخبائث الأشرار.
وقيل بأن الخبث ذكران الجن، والخبائث إناثهم.
وعلى كل فالاستعاذة من ذلك مفيدة حيث أن المستعيذ يتحصن من الشرور؛ لأن الاستعاذة معناها التحفظ، فإذا قلنا: (أعوذ) فمعناها: أتحفظ، وألتجئ، وأعتصم، وأحتمي، وأستجير بالله من شرهم.
فالمستعيذ بالله كأنه يشعر من نفسه بالعجز والضعف، فهو بحاجة إلى ربه ليعينه على الحفظ من ذلك الشر، فكأنه يقول: إن الشياطين محدقون بي، ويحاولون الإضرار بي، وليس لي من يعيذني ويحفظني إلا الله، فأنا ألتجئ إليه، وأعتصم به، وأحتمي به ليعيذني ويقيني من شرهم.
و (الخبث) فيها روايتان:
1- بإسكان الباء (الخبث) وهو الشر، فالمعنى: أعوذ بالله من الشر .
2- (الخبث) بضم الباء، وهو جمع خبيث، وهو الشيطان، فالشياطين أهل الخبث، وكل منهم خبيث .
أما الدعاء عند الخروج فقد روي فيه حديثان: ففي حديث عائشة يقول: غفرانك وفي حديث أنس يقول: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني وحديث أنس في إسناده عند ابن ماجه رجل ضعيف، لكن له شاهدا عند ابن السني وفي إسناده ضعفه أيضا، فلعل الفقهاء قبلوه لأجل الشاهد، فإنه يقويه.
ومناسبة الدعاء بغفرانك هو سؤال المغفرة، فكأن الداخل إلى الخلاء لما شعر ثقل الأذى الذي يحمله، ثم شعر بخفته بعد الخروج تذكر ثقل الذنب، فسأل الله غفران الذنوب، فكأنه يقول: أسألك يا رب التخفيف عني من الذنوب التي ثقلها يكون معنويا، وهو أشد.
وقيل: مناسبة ذلك تقصير الإنسان عن أداء حق النعم، فإن الله تعالي له نعم عظيمة على عباده، ومن بينها نعمة الأكل، والانتفاع به، ثم تسهيل خروجه من الإنسان.
وقد روي أن عليا كان يمسح بطنه إذا خرج من الخلاء ويقول: يالها من نعمة! وكان من دعائه -صلى الله عليه وسلم- عند الأكل: الحمد لله الذي أطعم، وسقى، وسوغه، وجعل له مخرجا فيكون سؤال المغفرة لأجل التقصير في حق هذه النعمة .

line-bottom